السبت، 24 نوفمبر 2012

هو لا يشبه هي (مفارقة اجتماعية )


هو ينتقل بين الكتاب والكتاب ، يتذوق الفلسفة ، يعيش بدستور ديني ذو طابع منفتح على آراء العالم المتناقضة ، يفكر كيف سيُّفهِم طفله الصغير تناقضات الحياة السعيدة بحزنها .!!


كيف سيذوت بداخله القيم المثلى ؟ !

من سكرة افكاره يصحو على بكاء طفله ، فياخده من  سريره ويحتضنه مدندنا  له بالحان روحه الرقيقة وطموحاته البريئة ، بالوقت الذي تنشغل فيه زوجته باعداد طعام الغذاء  والحيرة تأخذها يمينا وشمالا متسائلة بينها وبين نفسها عن الطبق الانسب لعشاء اليوم .

يجهزُ الغذاء ، يصمت هو وتتحدث هي ، ما رأيك بالطعام حبيبي ؟؟ يجيب بصمت هادئ : لذيذ جدا ، سلمت يداك .

تصمت هي بكل ما تملك من عفوية بريئة، بينما يصمت هو بأفكاره المبعثرة المتعبة وينطق لسانه متسائلا ؟ : كيف سنربي  ابننا في مجتمع متعددة الوانه ؟؟!! كيف سيكبر في تناقض مريض ؟؟!! كيف برأيكِ سنساعده للحفاظ على هويته / لغته / عاداته ؟

 هي تجيبه مسرعة : كما يربى الجميع سيربى ابننا ، لماذا  تُعقد الامور هكذا ؟ تنهي رأيها بسرعة وتسأله ان كان يريد ان تسكب له المزيد من شوربة الخضروات  في طبقة ، الشوربة ذاتها التي تمدح نفسها كثيرا بقدرتها الممتازة  في اعدادها .

يجيبها هو : شبعت ُ كثيرا، شكرا  شكرا يا ام طفلي .




يدخل غرفته ويصغي  لنفسه فلا قلب ولا روح ينصتا له في هذا البيت ، تتشابك في رأسه الافكار وتسكن الحيرة في  شرايينه ، لا شيء يُحّركهُ سوى  شاشة التلفاز المطلة منها  زوجة غاضبة من زوجها الذي لم يحضر لها كتاب في التنمية البشرية ، الكتاب الذي ما زال يُؤجل شراءه منذ  شهر مستذرعا  ان الراتب بالكاد يكفي طعماهم وشرابهم وبالكاد يستطيع احضار معدات الشوربة الفاشلة هي بنظره في اعدادها .

أزاح الزوج نظره عن شاشة  التلفاز ، وناقش فكرته الاخيرة قبل القيلولة :

أي من الزوجين يا ترى اسعدهُ القدر؟

كتاب تطوير الذات استظرفه ، لكن الشوربة اللذيذة باتت فرضا اتشتت  من دونه ، بدون الشوربة قد لا افكر بما افكر به الآن ..

لولا طبق الشوربة قد لا اكون ما انا عليه الآن ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق